للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووجه الاعتبار في هذه الحادثة العظيمة: أن الله سبحانه وتعالى بعث محمدًا بالهدى ودين الحق ليُظْهِره على الدين كلِّه، وشرع له الجهاد إباحةً (١) أولًا ثم إيجابًا ثانيًا؛ لمَّا هاجر إلى المدينة وصار له فيها أنصار ينصرون الله ورسولَه، فغزا بنفسه - صلى الله عليه وسلم - مدَّة مُقامه بدار الهجرة ــ وهو نحو عشر سنين ــ بضعًا وعشرين غزوة، أوّلها بدر وآخرها غزوة (٢) تبوك.

أنزل الله في أول مغازيه سورة الأنفال، وفي آخرها سورة براءة، وجمع بينهما في المصحف ليشابه (٣) أول الأمر وآخره، كما قال أمير المؤمنين عثمان لما سُئل عن القِران بين السورتين من غير فصل بالبسملة (٤).

وكان القتال منها في تسع غزوات.

فأوَّل غزوات القتال بدر، وآخرها حُنَين والطائف. وأنزل الله فيهما (٥) ملائكته، كما أخبرَ به القرآن، ولهذا (٦) صار الناس يجمعون بينهما في القول، وإن تباعَدَ ما بين الغزوتين مكانًا وزمانًا. فإنَّ بدرًا كانت في شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة، ما بين المدينة ومكة، شاميَّ مكة. وغزوة حنين في آخر شوال من السنة الثامنة. وحنين وادٍ قريب من الطائف شرقيّ مكة.


(١) بعدها في (ق، ف، ك): «له»، وكذا بعد «إيجابًا».
(٢) ليست في (ك).
(٣) (ف، ك): «لتشابه».
(٤) أخرجه أحمد (٣٩٩)، وأبو داود (٧٨٦)، والترمذي (٣٠٨٦)، والحاكم: (٢/ ٢٢١)، وابن حبان (٤٣). وحسنه الترمذي وصححه الحاكم وابن حبان.
(٥) (ق): «معه فيها»، (ف، ك): «فيها».
(٦) (ف): «بهذا».

<<  <  ج: ص:  >  >>