للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قَسَم النبي - صلى الله عليه وسلم - غنائمها (١) بالجِعِرَّانة، واعتمر عمرة الجِعِرّانة. ثم حاصر الطائف فلم يقاتله أهلُ الطائف زحفًا وصفوفًا (٢)، وإنما قاتلوه من وراء جدار.

وآخر (٣) غزوةٍ كان فيها القتال زحفًا واصطفافًا هي غزوة حُنَين.

وكانت غزوة بدر أول غزوة ظهر فيها المسلمون على صناديد الكفار، وقَتَل (٤) الله وأَسَر رؤوسَهم مع قلة المسلمين وضعفهم، فإنهم كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر، ليس معهم إلا فَرَسان، وكان يَعْتَقِب الاثنان والثلاثة على البعير الواحد، وكان عدوّهم بقدرهم أكثر من ثلاث مرات في قوَّة وعُدّة وهيبةٍ (٥) وخُيَلاء.

فلما كان من العام المقبل غزا الكفارُ المدينةَ وفيها النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابهُ فخرج [ق ٥١] إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه (٦) في نحوٍ من ربع الكفار، وتركوا عيالهم بالمدينة لم ينقلوهم إلى موضع آخر. وكانت أولًا الكَرَّة للمسلمين عليهم، ثم صارت للكفار (٧)، فانهزم عامة عسكر المسلمين إلا نفرًا قليلًا حول النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم من قُتِل، ومنهم من جُرِح. وحَرَصوا على قتل النبي


(١) (ف): «غنائمًا».
(٢) (ف): «ولا صفوفًا».
(٣) (ق، ف، ك): «فآخر».
(٤) (ق): «وقتلهم».
(٥) (ف): «وهيئة».
(٦) «فخرج ... وأصحابه» سقط من (ف).
(٧) (ك): «لكفار».

<<  <  ج: ص:  >  >>