للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا يظنّ أنَّ ما أخبره به أهل الأثارة (١) النبوية، وأهل التحديث والمبشِّرات أمانيّ كاذبة، وخرافات لاغية (٢).

وهذا قد استولى عليه الرُّعب والفَزَع، حتى يمرُّ الظنُّ من فؤاده (٣) مرَّ السَّحاب (٤)، ليس له عقلٌ يتفهَّم ولا لسانٌ يتكلَّم.

وهذا قد تعارَضَت عندَه الأمارات، وتقابلت عنده (٥) الإرادات، لاسيما وهو لا يفرِّق من المبشِّرات بين الصادق والكاذب، ولا يميّز في التحديث بين المخطئ والصائب، ولا يعرف النصوصَ الأثرية معرفة العلماء، بل إما أن يكون جاهلًا بها أو قد سمعها سماعَ الغبراء (٦). ثم قد لا يتفطَّن لوجوه دلالتها الخفيَّة، ولا يهتدي (٧) لدفع ما يتخيَّلُ أنه معارض لها في بادِئ (٨) الرويَّة.

فلذلك استولت الحيرةُ على مَن كان مُتَّسِمًا بالاهتداء، وتراجمت به الآراءُ تراجمَ الصبيان بالحصباء= {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا


(١) كذا بالأصل و (ق) ويشهد له ما سيأتي في الصفحة التالية من قوله: « ... أهل الوراثة النبوية»، وفي (ف، ك): «الآثار». وتحتمل: «الإيالة» يعني: السياسة. وقد استخدمه شيخ الإسلام في مواضع، انظر «السياسة الشرعية» (ص ٤ - بتحقيقي)، و «مجموع الفتاوى»: (٢٢/ ٤٦٣).
(٢) الأصل: «لاعبة» والمثبت من باقي النسخ.
(٣) بقية النسخ: «بفؤاده».
(٤) الأصل: «من السخاف» تحريف.
(٥) «الأمارات ... عنده» سقط من (ق).
(٦) (ق): «العيرا»، (ف): «وقد ... العبرا»، (ك): «العبر».
(٧) (ق): «يهدي».
(٨) في الأصل و (ق): «نادي» والمثبت من باقي النسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>