للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكرَّ (١) العدوُّ كرَّةً فلم يَلْوِ عن، وخُذِلَ الناصرون فلم يلووا على، وتحيَّر السائرون فلم يدروا مِنْ ولا إلى، وانقطعت الأسبابُ الظاهرة، وأهطعت الأحزابُ القاهرة، وانصرفت الفئةُ الناصرة، وتخاذلت القلوب المتناصرة، وثبتت الفئة الصابرة، وأيقنت (٢) بالنصر القلوبُ الطاهرة، واستنجزت من الله وعدَه للعصابة (٣) المنصورة الظاهرة. ففتحَ الله أبوابَ سماواته لجنوده القاهرة، وأظهر على الحقّ آياته الباهرة، وأقام عمود الكتاب بعد ميله. وثبّت لواء الدين بقوّته وحوله، وأرغم معاطس أهل الكفر [ق ٦٧] والنفاق، وجعل ذلك آيةً للمؤمنين إلى يوم التلاق.

فالله تعالى يُتمُّ هذه النعمة بجمع قلوب أهل الإيمان على جهاد أهل الطُّغْيان، ويجعل هذه المِنَّة الجسيمة مَبْدأً لكلِّ منحةٍ كريمة، وأساسًا (٤) لإقامةِ الدعوة النبوية القويمة، ويشفي صدور المؤمنين من أعدائهم (٥)، ويمكِّنهم من دانيهم وقاصيهم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على (٦) محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا (٧).


(١) كذا في النسخ، ورسمها في الأصل «ركز».
(٢) (ف، ك): «الناصرة وأيقن»، (ق): «وأيقن».
(٣) (ك): «العصابة».
(٤) (ق): «وأمنًا شاملًا».
(٥) (ف، ك): «أعاديهم».
(٦) (ف، ك): «على سيدنا».
(٧) ليست في (ف).

<<  <  ج: ص:  >  >>