للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سائغ، ومثل أولئك إنّما يكون خارجًا (١) عن طاعة الإمام، وهؤلاء خرجوا عن شريعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسنته، وهم شرٌّ من التَّتار من وجوه متعدّدة، لكن التتر أكثر وأقوى، فلذلك ظهر شرُّهم.

وكثير من فساد التتر هو لمخالطة هؤلاء لهم، كما كان في زمن قازان وهولاكو وغيرهما، فإنهم أخذوا من أموال (٢) المسلمين أضعاف ما أخذوا من أموالهم، وأرضهم فيءٌ لبيت المال.

وقد قال كثيرٌ من السلف: إنّ الرّافضة لا حقَّ لهم من الفيء؛ لأنّ الله إنّما جعل الفيء للمهاجرين والأنصار {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: ١٠]، فمن لم يكن قلبه سليمًا لهم، ولسانه مستغفرًا لهم، لم يكن من هؤلاء (٣).

وقطعت أشجارهم؛ لأنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لمّا حاصر بني النضير قطع أصحابُه نخْلَهم وحرَّقوه، فقال اليهود: هذا فساد، وأنت يا محمد تنهى عن الفساد، فأنزل الله في القرآن: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} [الحشر: ٥].

وقد اتّفق العلماء على جواز قطع الشجر، وتخريب العامر عند الحاجة


(١) تكررت «يكون» في (ف)، وفي (ط): «يكونون خارجين».
(٢) سقطت من (ف).
(٣) انظر «الدر المنثور»: (٦/ ٢٩٣ - ٢٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>