للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمر المنجِّمين، واجتمع بسيف الدين جاغان (١) في ذلك، في (٢) حال نيابته بدمشق وقيامه مقام (٣) نائب السلطنة. وامتثلَ أمرَه وقَبِلَ قولَه، والتمس منه كثرةَ الاجتماع به.

فحصلَ بسبب ذلك ضيقٌ لجماعة، مع ما كان عندهم قبل ذلك (٤) من كراهية الشيخ، وتألُّمِهم (٥) لظهوره وذِكْره الحَسَن.

فانضافَ شيءٌ إلى أشياء، ولم يجدوا مساغًا إلى الكلام فيه، لزهده وعدمِ إقباله على الدنيا، وتركِ المزاحمة على المناصب، وكثرةِ علمه، وجودةِ أجوبته وفتاويه، وما يظهرُ فيها من غزارة العلم (٦)، وجَوْدَة الفهم.

فعَمَدوا إلى الكلام في العقيدة؛ لكونهم يرجِّحُون مذهبَ المتكلِّمين في الصفات والقرآن على مذهب السلف، ويعتقدونه الصواب.

فأخذوا الجوابَ الذي كتبه، وعملوا عليه أوراقًا في ردِّه، ثم سَعَوا السَّعيَ الشديدَ إلى القضاة والفقهاء (٧) واحدًا واحدًا. [ق ٧٢] وأَغْرَوا به (٨) خواطرَهم،


(١) جاغان: هو الأمير سيف الدين جاغان المنصوري الحسامي. قال الذهبي: كان فيه دين وعقل. (ت ٧٠٠). انظر «تاريخ الإسلام»: (٥٢/ ٣٩٦) للذهبي.
(٢) ليست في (ف).
(٣) (ف، ك): «فقام».
(٤) «قبل ذلك» ليس في (ب، ق).
(٥) (ب): «وتأملهم».
(٦) سقطت من (ق).
(٧) ليست في (ب).
(٨) «به» من الأصل فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>