للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحَرَّفوا الكلامَ، وكذبوا الكذب الفاحش، وجعلوه يقول بالتجسيم ــ وحاشاه من ذلك ــ وأنَّه قد أوعز (١) ذلك المذهب إلى أصحابه، وأنَّ العوامَّ قد فسدت عقائدُهم بذلك، ولم يقع من ذلك شيء والعياذ بالله! وسَعَوا في ذلك سعيًا شديدًا، في أيامٍ كثيرة المطر والوَحْل والبرد (٢).

فوافقهم جلالُ الدّين الحنفيُّ ــ قاضي الحنفية يومئذٍ ــ على ذلك، ومشى معهم إلى دار الحديث الأشرفيَّة، وطلب حضورَه، وأرسل إليه، فلم يحضر.

وأرسل إليه (٣) في الجواب: إنَّ العقائد ليس أمرُها إليك، وإن السلطان إنّما ولَاّك لتحكمَ بين الناس، وإن إنكار المنكرات ليس ممَّا (٤) يختصُّ به القاضي.

فوصلت إليه هذه الرسالة، فأوْغَروا (٥) خاطرَه، وشوَّشوا قلبَه، وقالوا: لم يحضر، وردَّ عليك. فأمرَ بالنِّداء على بطلان عقيدته في البلدة، فأجيب (٦) إلى ذلك، فنودي في بعض البلد (٧).

ثم بادرَ سيفُ الدّين جاغان، وأرسل طائفةً، فضُرِبَ المنادي وجماعةٌ


(١) (ق): «أوغر».
(٢) «في أيام ... والبرد» ليست في (ف)، وفي (ك) تكررت عبارة: «وسعوا ... شديدًا».
(٣) «وأرسل ... إليه» سقطت من (ب).
(٤) (ف): «من لم».
(٥) (ب): «فأوعزوا»، (ف، ك): «فأغروا».
(٦) المثبت من (ب)، وبقية النسخ: «فأجاب».
(٧) انظر «الدرة اليتيمية ــ تكملة الجامع»: (ص ٤٢)، و «تاريخ الإسلام»: (٥٢/ ٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>