للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرائي حسنةً جليلةً، لو ضُبطَت كانت مجلّدًا تامًّا. انتهى ما ذكره.

ثمَّ بعد هذه الواقعة بمُدَّةٍ كثيرةٍ، وذلك يوم الاثنين ثامن رجب من سنة خمس وسبعمائة، طُلِبَ القضاةُ والفقهاءُ، وطُلِبَ الشيخُ تقيُّ الدين إلى القصر، إلى مجلس نائب السلطنة الأفرم، فلما اجتمعوا (١) عنده سأل الشيخَ تقيَّ الدِّين وحدَه عن عقيدته، وقال له: هذا المجلس عُقِدَ لك، وقد وردَ مرسومُ السلطان أن أسألك عن اعتقادك.

فأحضر الشيخُ عقيدَته «الواسطية»، وقال: هذه كتبتُها من نحو سبع سنين، قبل مجيء التتار إلى (٢) الشام.

فقُرِئت في المجلس، وبُحِثَ فيها، وبقي مواضع أُخِّرت إلى مجلسٍ آخر.

ثمَّ اجتمعوا يوم الجمعة بعد الصلاة ثاني عشر رجب المذكور، وحضر المخالفون، ومعهم الشيخ صفيُّ الدين الهندي (٣)، واتفقوا على أنَّه يتولَّى


(١) (ف، ك): «فاجتمعوا».
(٢) «التتار إلى» سقطت من (ق).
(٣) هو: محمد بن عبد الرحيم بن محمد الأرموي أبو عبد الله الشافعي المعروف بالهندي، له تصانيف في الأصول وغيره (ت ٧١٥). وذكروا في ترجمته أنه لما ناظر شيخ الإسلام قال له: أنت مثل العصفور تنط من هنا إلى هناك. قال الشوكاني معلقًا: «ولعله قال ذلك لما رأى من كثرة فنون ابن تيمية وسعة دائرته في العلوم الإسلامية. والرجل ليس بكفءٍ لمناظرة ذلك الإمام إلا في فنونه التي يعرفها، وقد كان عريًّا عن سواها» اهـ.
انظر «أعيان العصر» (٤/ ٥٠١ - ٥٠٥)، و «الدرر الكامنة»: (٤/ ١٤ - ١٥)، و «البدر الطالع»: (٢/ ١٨٧ - ١٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>