للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمَّ أرسلتُ من أحضرها، ومعها (١) كراريس بخطِّي من المنزل، فحضرت «العقيدة الواسطية».

وقلتُ لهم: هذه كان (٢) سببُ كتابتها أنَّه قَدِمَ من أرض واسط بعضُ قُضاة نواحيها، شيخٌ يُقال له: رضيُّ الدين الواسطي (٣)، قَدِمَ علينا حاجًّا، وكان من أهل الخير والدين، وشكا ما الناسُ فيه بتلك البلاد وفي دولة التتر (٤) من غَلَبةِ الجهل والظلم، ودروس الدين والعلم، وسألني أن أكتبَ له عقيدةً تكونُ عمدةً له ولأهل بيته. فاستعفيت (٥) من ذلك، وقلت: قد كتبَ الناسُ عقائد أئمة السنة (٦).

فألحَّ في السؤال، وقال: ما أحبُّ إلا عقيدةً تكتبها أنت. فكتبتُ له هذه العقيدة وأنا قاعد بعد العصر. وقد انتشرت (٧) بها نُسَخ كثيرة في مصر والعراق وغيرهما.

فأشار الأميرُ بأن لا أقرأها أنا ــ لدفع (٨) الرِّيبة ــ وأعطاها لكاتبه الشيخ كمال الدين، فقرأها على الحاضرين حرفًا حرفًا، والجماعةُ الحاضرون


(١) (ق): «ومعه».
(٢) (ب، ق): «كانت».
(٣) لم أعثر على ترجمته.
(٤) (الأصل، ف، ك): «الططر».
(٥) (ب، ق): «فاستعففت».
(٦) في (ف، ك، طف): «عقائد متعددة فخذ بعض عقائد ... ».
(٧) (ف): «انتشر».
(٨) (ك، طف): «لرفع».

<<  <  ج: ص:  >  >>