للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخاطبتُ (١) بعضَهم في غير هذا المجلس، بأن أريتُه العقيدة التي جمعها الإمام القادرُ بالله (٢)، [التي فيها]: «إنه (٣) كلام الله خرج منه» فتوقَّف في هذا اللفظ.

فقلتُ: هكذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «وما تقرَّب العبادُ إلى الله بمثل ما خرجَ منه» (٤). يعني: القرآن.

وقال خبَّاب بن الأرَتّ: «يا هَنَتاه! تقرَّبْ إلى الله بما استطعتَ، فلن تتقرَّب (٥) إليه بشيءٍ أحبَّ إليه ممَّا خرج منه» (٦).


(١) (ب): «خاطب».
(٢) (طف): «القادري». وهو: أبو العباس أحمد بن إسحاق بن المقتدر الخليفة الملقب «القادر بالله» (٣٣٦ - ٤٢٢ هـ)، له اشتغال بالعلم، وصنف عدة تصانيف، محمود السيرة في دينه وحكمه. وعقيدته هذه ساقها ابن الجوزي في «المنتظم»: (٩/ ٣٠٣) حوادث سنة ٤٣٣ هـ. انظر «سير أعلام النبلاء»: (١٥/ ١٢٧ - ١٣٧).
(٣) «التي فيها» من (ف، ك، ط، طف)، وبعده فيها: «إن القرآن».
(٤) أخرجه أحمد (٢٢٣٠٦)، والترمذي (٢٩١١) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه. قال الترمذي: «حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وبكر بن خُنَيس قد تكلم فيه ابن المبارك وتركه في آخر أمره». وقد روي عن جبير بن نُفير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا، أخرجه الترمذي (٢٩١٢)، والحاكم: (٢/ ٤٤١) وغيرهما. وصححه الحاكم.
(٥) (ب، ق): «يُتقرَّب».
(٦) أخرجه ابن أبي شيبة (٣٠٧٢٢)، وأحمد في «الزهد» (ص ٣٥)، والحاكم: (٢/ ٤٤١)، والخلال في «السنة»: (٦/ ١٠٤) وغيرهم. وفيها: «أحبّ إليه من كلامه»، ولم أجده بلفظ «خرج منه». وقد ذكره ابن تيمية كذلك في عدد من كتبه «الاستقامة»: (١/ ٣٤٥)، و «شرح الأصفهانية» (ص ١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>