للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدأ وإليه يعود» = نازَع بعضُهم في كونه منه بدأ وإليه يعود، وطلبوا تفسيرَ ذلك.

فقلتُ: أمَّا هذا القول فهو المأثور الثابت عن السَّلف، مثل ما نقله عَمْرو بن دينار قال: «أدركتُ النَّاسَ منذ سبعين سنة يقولون: الله الخالق وما سواه مخلوق، إلَاّ القرآن، فإنَّه كلام الله غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود» (١). وقد (٢) جمع غيرُ واحدٍ ما في ذلك من الآثار عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين (٣).

وأمَّا معناه: فإنَّ قوله (٤): «منه بدأ» أي: هو المتكلِّم به، وهو الذي أنزله من لدنه، ليس هو كما تقوله الجهميَّة: إنَّه خُلِقَ في الهواء أو غيره (٥)، وبدأ من عند غيره.

وأمّا «إليه يعود» فإنَّه يُسْرَى به في آخر الزَّمان (٦) من المصاحف والصدور، فلا يبقى في الصدور منه كلمة، ولا في المصاحف منه حرف.

ووافقَ على ذلك غالبُ الحاضرين، وسكت المنازعون.


(١) أخرجه اللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد»: (٢/ ٢٣٤).
(٢) الأصل: «قد».
(٣) (طف) زيادة: «كالحافظ أبي الفضل بن ناصر، والحافظ أبي عبد الله المقدسي».
(٤) (ب): «فقوله»، (ف): «فأقول»، (طف): «قولهم».
(٥) (ف): «عبره».
(٦) (ف، ك): «في آخر الزمان به».

<<  <  ج: ص:  >  >>