للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخذ الشيخُ في حَمْد الله والثناء عليه، فقيل له: أجِبْ، ما جئنا بك لتخطب!

فقال: ومَنِ الحاكمُ فيَّ؟

قيل (١) له: القاضي المالكي.

قال: كيف يحكم فيَّ وهو خصمي؟ ! وغضب غضبًا شديدًا وانزعج.

فأُقيم مرسَّمًا عليه وحُبِس في برجٍ أيامًا. ثم نُقِل منه ليلة عيد الفطر إلى الحبس المعروف بـ «الجُبّ» هو وأخواه شرف الدين عبد الله، وزين الدين عبد الرحمن.

ثم إن نائب السلطنة: سيف الدين سلَّار (٢)، بعدَ أكثر من سنةٍ، وذلك ليلة عيد الفطر من سنة ست وسبعمائة أحضر القضاة الثلاثة: الشافعي والمالكي والحنفي، ومن الفقهاء: الباجيّ والجَزَري والنمراوي، وتكلم في إخراجه (٣) من الحبس.

فاتفقوا على أنه يُشْترط عليه (٤) أمور، ويُلْزَم بالرجوع عن بعض العقيدة.

فأرسلوا إليه من يُحضره ليتكلَّموا معه في ذلك، فلم يُجِب إلى


(١) (ك): «فقيل».
(٢) (ك): «سلارا». (ت ٧١٠) ترجمته في «أعيان العصر»: (٢/ ٤٨٩)، و «الدرر الكامنة»: (٢/ ١٧٩).
(٣) (ف، ك): «إخراج الشيخ».
(٤) (ف): «على».

<<  <  ج: ص:  >  >>