للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّعب يلتهون (١) بها عمَّا هم فيه، كالشِّطرنج والنَّرْدِ ونحو ذلك من تضييع الصلوات= فأنكر الشيخُ ذلك عليهم أشدَّ الإنكار، وأمرهم بملازمة الصلاة، والتوجُّه إلى الله بالأعمال الصالحة، والتسبيح والاستغفار والدُّعاء. وعلَّمهم من السُّنة ما يحتاجون إليه، ورغَّبهم في أعمال الخير، وحَضَّهم على ذلك، حتى صار الحبسُ بما (٢) فيه من الاشتغال بالعلم والدين خيرًا من كثير من (٣) الزَّوايا والرُّبط والخوانق والمدارس، وصار خلقٌ من المحابيس إذا أُطْلقوا يختارون الإقامة عنده، وكثر المتردِّدون إليه حتَّى كان السِّجن (٤) يمتلئ منهم.

فلما كَثُر اجتماعُ الناس به، وتردُّدُهم إليه، ساءَ ذلك أعداءَه، وحَصِرتْ صدورُهم. فسألوا نقله إلى الإسكندرية، وظنُّوا أنَّ قلوبَ أهلها عن محبَّته عَرِيَّة، وأرادوا أن يَبْعُد عنهم خبرُه، أو لعلهم يقتلوه (٥) فينقطع أثرُه.

فأُرْسِل به إلى ثغر الإسكندرية، في ليلةٍ يُسْفر صباحُها (٦) عن يوم الجمعة سلخ صفر من سنة تسع وسبعمائة.


(١) (ب): «يتلهون».
(٢) بقية النسخ: «مما».
(٣) «كثير من» سقطت (ك). و «من» من الأصل.
(٤) (ب): «إليه كان الحبس ... ».
(٥) بقية النسخ: «يقتلونه».
(٦) (ك): «صاحبها» تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>