للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعه جماعةٌ من أصحابه، قال: فجاء وجئتُ معه إلى موضعٍ ــ ذَكَره ــ في دار العدل، قال: فلما جلسنا استلقى الشيخُ على ظهره، وكان هناك حَجَر لأجل تثقيل الحصير، فأَخَذَه ووضعه تحت رأسه، فاضطجع قليلاً ثم جلس، وقال له إنسان: يا سيِّدي قد أكثرَ الناسُ عليك!

فقال: إنْ هُم إلَّا كالذُّباب، ورفع كفَّه إلى فيه ونفخَ فيه.

وقام، فقمنا (١) معه، حتَّى خرَجْنا، فأُتي بحصانٍ، فركِبَه وتحنَّك (٢) بذؤابته، فلم أر أحدًا أقوى قلبًا منه (٣) ولا أشدَّ بأسًا.

ولما (٤) أكثروا الشِّكايَةَ منه والملام، [وأوسعوا من أجله الكلام] (٥) = رُسِم بتسفيره إلى بلاد الشام.

فخرج للسفر ليلة الخميس ثامن عشر (٦) الشهر إلى جهة الشام، ثم رُدَّ في يوم الخميس المذكور، وحُبِس بسجن الحاكم بحارة الدَّيْلم، في ليلة الجمعة تاسع [عشر] (٧) شوال.

قال: [ق ٩٦] ولما دخلَ الحبس وجد المحابيس مشتغلين بأنواعٍ من


(١) (ف، ك): «قال: وقام وقمنا».
(٢) (ك): «ويختل» تحريف.
(٣) تأخرت «منه» في غير الأصل إلى بعد «بأسًا».
(٤) (ف، ك): «قال: فلما».
(٥) ما بين المعكوفين زيادة من (ف، ط).
(٦) غير الأصل: «ثاني عشر» خطأ بدليل ما بعده.
(٧) سقطت من الأصل و (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>