للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهمَّ أن يكيد كيدًا آخر، فوقع ما وقع عندكم بالشام من الأمر المزعج، والكَرْب المقْلِق، والبلاء العظيم والذّلّ، واستعطاف (١) من كانوا لا يلتفتون إليه بالأموال والأنفس والتذلُّل، حتى رقَّ بعضُ الأصحابِ لهم، فزُجِر عن ذلك. وقيل له: {وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ} [النور: ٢] إلى أمور كثيرة من المِحَن والبلاء (٢) مما لا يمكن وصفُه.

فنسألُ الله العظيم أن يعجِّل تمامَ النِّقْمة (٣) عليهم، وأن يقطع دابرَهم، وأن يريح عبادَه وبلاده منهم، وأن ينصرَ دينَه وكتابَه ورسولَه وعبادَه المؤمنين (٤) عليهم، وأن يُوزِعنا شكرَ هذه النعمة، وأن يتمَّها علينا وعلى سائر المؤمنين.

وغير خافٍ عنك سيرتُنا:

إذا أعجبتْكَ خصالُ امرئ ... فكُنْه يكن منك (٥) ما يعجِبُك

فليسَ لدى المجد والمكرماتِ ... إذا جئتها حاجبٌ يحجُبُك (٦)


(١) (ف): «واستضعاف».
(٢) سقطت من (ب).
(٣) (ك): «النعمة» وبهامشه: «لعله: النقمة». وهو الصواب.
(٤) ليست في (ف، ك).
(٥) سقطت من (ك)، وعلق في هامشها: لعله: (يكن منه) أو (فيه) أو ما يقاربه. أبو إسماعيل يوسف حسين، عُفي عنه.
(٦) البيتان لأبي العيناء «ديوانه»: (ص ١٧)، وهو في «محاضرات الأدباء»: (١/ ٦١٠، ٦٣٧). ووقع في (ب): «فليس لذا»، و (ب، ف): «الحمد والمكرمات».

<<  <  ج: ص:  >  >>