للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان لا يَرْهَب الملوكَ ولا يرْ ... غَبُ فيما لهم من الإنعام

كان وِترًا في الفضل فذًّا (١)، وكلُّ النـ ... ـاس جاءوا بشَفْعِهم والتُّؤام

كان سَمْحًا، بمثله الدَّهرُ كزٌّ (٢) ... في ليالي الزّمان والأيّام

كان سطرًا في جَبْهة الدَّهْرِ يُقرا ... في البرايا، وشامةً في الشآم

كان نَفْعًا لكلِّ من خاف ضُرًّا ... في سبيلي حلاله والحرام

لم يَكُن ذا تأنُّقٍ في متاعٍ ... ولِباسٍ، ومَشْرب، وطعام

كان يَخشْى داءً، ويرجُو (٣) دواءً ... وشفاءً لكُلِّ داءٍ عُقامٍ

كان في الله ذا انتقامٍ ولا يُو ... جدُ يومًا لنفسه ذا انتقام

كان نُورًا (٤) يُهْدَى به ذو ضلالٍ ... كان بحرًا، يُرْوى به كُلُّ ظام

كان كاللّيثِ بالنوائب (٥) فتكًا ... كان كالغيثِ بالمواهبِ هام

في يديه وصدرِهِ كلُّ بحرٍ ... زاخِرٍ بالنَّوالِ والعلمِ طام

أيُّ نَدْبٍ، شَهْمٍ، شُجاعٍ، جوادٍ ... أروعٍ (٦)، ماجدٍ، سريٍّ، هُمام

قام لمّا تَذْبذبَ النَّاسُ بالذّبْـ ... ـبِ عليهم لما نبا كلُّ حامِ (٧)


(١) (ف): «قد».
(٢) (ك): «كثرا»، و (ط): «ضنًّا».
(٣) الأصل و (ف): «ويرجى».
(٤) (ف، ك، ط): «برًّا».
(٥) (ف): «بالنواب».
(٦) (ك): «أورع».
(٧) «بالذب» ليست في (ف، ك، ط).

<<  <  ج: ص:  >  >>