للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله مَقامٌ في الوصول لربِّه ... ومكانَة نطقت بها الأغْتامُ (١)

وله فتوحٌ من غيوب إلهه ... وتحزُّنٌ وتمكُّنٌ وكلامُ (٢)

وتصوُّفٌ وتقشّفٌ وتعفُّفٌ ... وقراءةٌ وعبادةٌ وصيامُ

وعنايةٌ وحمايةٌ ووقايةٌ ... وصيانةٌ وأمانةٌ ومقامُ

وله كراماتٌ سَمَتْ وتعدَّدت ... ولها على مرِّ الدّهور دوامُ

مَن ردَّ عن أرض الشآم بعَزْمِهِ ... مَن صدَّ وجهَ الكُفْر وهو حسامُ

مَن ردَّ غازان الهُمام بحَسْرةٍ ... مَنْ خلَّص الأسرى، وهم أيتامُ

مَن قام بالفتح المبين مؤيَّدًا ... في كِسْروان، وهم طُغاةُ عِظامُ

مَن جدَّ في بِدع الضّلال وحِزْبه ... فأذلَّهم (٣) بعد الرَّضاع فِطامُ

مَن سار في سُنن الرَّسول ونَصْرها ... حتَّى استقرَّ لأمْرِهنَّ نظامُ

مَن قام في خَذْل الصَّليب ودينِه ... لمَّا تداعوا لِلِّباس وقاموا (٤)

فوهوا ورُدُّوا خائبين بذِلّةٍ ... وعليهمُ فوقَ الوجوه ظلامُ

فالأمرُ بالمعروف يُفْقَدُ بعدَه ... والفاعلون النُّكرَ ليسَ يُلاموا


(١) (ك): «ومقامه نطقت بها الأفهام» وبهامشه: «خ: الأغتام» وأصلحها في (ط): «الأقتام». والأغتام جمع غتم وهو الذي لا يفصح.
(٢) (ف): «وتحرز»، (ط): «وتمسكن وكلام».
(٣) (ف، ك، ط): «وأذلهم».
(٤) (ف): «لما تدا». الأصل: «اللباس». لعله أراد: لما أراد النصارى تغيير الزي المفروض عليهم مقابل زيادة فيما يؤدونه للدولة في أوائل أيام عودة الملك الناصر إلى الحكم سنة ٧٠٩. كما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>