للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحموا عصابتك الحضور وحاولوا ... [أن يغلبوك] (١) إذا هُمُ لك أفردوا

فنهضتَ معتصمًا بربّك واثقًا ... متوكّلًا تثني عليه وتَحْمد

وإليه أخلصتَ التوكّل موقنًا ... أن ليس يُخْذَل من به يَسْتنجد

ثم استخرت الله واستفتحته ... فيما تروم من الأمور وتقصد

فحباك منه عواطفًا ولواطفًا ... يفنى الزمانُ وذكرُها لا يَنْفَد

وأتاك نصر الله والفتح الذي ... بهما جميعًا كنتَ منه توعَد

فوثبتَ وثْبَة ثائرٍ لله لم ... تحفل بما حشدوا، ولا ما جنَّدوا

أبديتَ من كنز العلوم غوامضًا ... مكنونةً لولاك كانت تُفْقَد

أسْمَعْتهم (٢) منها لِمَا لم يسمعوا ... وأتيتهم منها بما لم يَعْهدوا

أسندتها ورَوَيتها نصًّا كما ... جاءت معنعنةً، فيالك مُسند

حَصِرت صدورُهم عن استفهامها ... وتحيَّروا لسماعها وتبلَّدوا

وبدا لهم ما لم يكونوا يحسبوا ... مما يسوؤهمُ ومما يُكمِدُ

فاسعد بها من مِحْنة في طيِّها ... مِنَح أقرَّ لها الجَحُود الملحد

نِلْت الفَخار بها وحزتَ مآثرًا ... سُرّ الصِّحابُ بها وغُمَّ الحُسَّد

وغدوتَ فيها كابن حنبل تاليًا ... تقفو جميلَ جماله وتجدّد

أخمدت نار جهالة، ما خِلتُها ... لولا جهادك واجتهادك تُخْمَد


(١) (ك): «وجادلوا». والشطر الثاني أوله بياض في النسخ. وكتب في هامش (ك): «كذا في الأصل بياض» أبو إسماعيل يوسف حسين. وفي هامش (د): «لعله: أن يغلبوك» ومنها أثبتناه بين معكوفين.
(٢) (ك): «أسمعته».

<<  <  ج: ص:  >  >>