للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبغوا عليك بما افتروه تعمّدًا ... وسجيّةُ الباغين أن يتعمّدوا

لم يتركوا شيئًا به يتوصّلوا ... طَمَعًا إلى ما قرَّروه وأكَّدوا

إلا نَحَوه، وبالغوا في جهدهم ... لكن سعدتَ وإنهم لن يسعدوا

حتى إذا ما استيأسوا من نيل ما ... كانوا جميعًا حاولوا وتقصَّدوا

خافوا سطاك فأجمعوا آراءهم ... أن يودعوك السّجن، ثم يخلِّدوا

فابى إلاهك أن ينالوا منك ما ... راموا، وهل يزكو لباغٍ مقصد

ما ذاك إلا حال يوسف حُزته ... إرثًا حباك به الكريم المرفد (١)

فبلغتَ فيه من الرياضة فوق ما ... تختاره، وَصَفا لديك المورد

ثم انقضت أيامُ خَلْوتك التي ... كَمُل العلاءُ بها وتمَّ السّؤدد

وبرزتَ كالإبريز فارق كِيْرَه ... فاحتار فيه الجِهْبِذ المستنقد

وظهرتَ كالصبح المنير إذا بدا ... في الأفق فانقشع الظلامُ الأسود

وشُهرت كالعَضْب المجرّد مقسمًا ... في غير هامِ عِداته لا يغْمَد

فهناك أُعْقِد للجدال مجالس ... كانوا أرادوا أنها لا تعْقَد

فرأوا نكولًا عن جدالك خيفة (٢) ... وتذبْذَبتْ آراؤهم وتفنَّدوا

حتى إذا أُمِروا بذاك وأيقنوا ... أنَّ الخميس، ولا خلاف الموعد

حشدوا عليك جموعَهم وتحزَّبوا ... وتواثبوا وتحفَّلوا وتجرّدوا


(١) (ف): «إربًا حباك» وفوق الأخيرة رمز (ظ).
(٢) (ف): «خفية».

<<  <  ج: ص:  >  >>