للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَن لم يخف في الله لومةَ لائم ... كلّا، ولم يرجعه عنه مُفَنّد

حَبر حباه الله جلّ جلاله ... بصفات مجدٍ في عُلاه تخلّد

هو بحر علم، طود حلم راسخ ... في الحقّ لا وانٍ ولا متردّد

صدرٌ لديه تحبّب وتألّف ... للمؤمنين ورأفة وتودّد

وكذاك فيه على المنافق غِلْظة ... وتمنّع، وتصَعّب، وتشَدّد

هو قائم لله يهدي خلقَه ... أبدًا إلى سُبل النجاة ويرشد

فلذاك أصبح للبريّة قدوةً ... في العصر إذ هو فيه قُطْب مفرد

لك يا أبا العباس، أذْعَنَ فرقةٌ ... من قبل قد كانت لحقّك تجحَد

ضاقت بهم سَعةُ الفضا مذ عاينوا ... لك كلّ يوم رفعة تتجدّد

ورأوك ممتازًا بحسن مناقب ... ليست لغيرك في زمانك توجد

فعراهم الحسدُ المضلّ فأصبحوا ... ولديهمُ منه المقيم المُقْعِد

إن يحسدوك فغير بِدْعٍ منهمُ ... جَمُّ الفضائل لا محالة يُحْسَد

راموا بلوغَ مقامك العالي، وما ... علموا بأنّك في المعالي أوحد

فدعا بهم داعي قصورهم: اخْلُدوا ... ومع الخوالف ما حييتم فاقعدوا (١)

لما نأت عَزَماتهم عن شأوك السْـ ... سَامي (٢)، وصُدّوا عن حِماهُ وأُبْعِدوا

همّوا بأمر لم ينالوا منه ما ... طلبوا، لقد ضلوا ولمَّا يهتدوا

ورموك بالإفك الفظيع، وأطنبوا ... بالقول فيما زوَّروا، وتقلّدوا


(١) (ف): «فاقعد».
(٢) (ف): «الشامي».

<<  <  ج: ص:  >  >>