للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يهتدون إلى رشدٍ، وإنهمُ ... لفي ضلال، وفي غَيٍّ، وفي سُعُر

قد حُمِّلوا حسدًا من عند أنفسهم ... له فهم منه، في همٍّ (١)، وفي فِكَر

تبًّا لهم، ما الذي نالوا بسعيهم؟ ... وما عسى بَلَغوا في ذاك من وطر؟

أيستطيعون أن يمحون ما كَتَبتْ ... يدُ المهيمن بعد الذِّكر في الزُّبُر؟

أم يقدرون على تبديل ما نفذت ... به نوافذ أمر الله من قدر؟

بل كلما أوقدوا للحرب نار غَضًى ... بالكيد منهم طفاها مُنْزِل السّور

وردّ كيدهمُ فيهم وأرجعهم (٢) ... بالتَّعس والنَّكْس والخذلان والدّبر

واختاره للورى داعٍ إلى سبل الـ ... خيرات، والنفع نَهَّاءً عن الضَّرر

واختصَّه منه بالزُّلفى وثَبّته ... بالحزم، والعزم، والتأييد، والظَّفَر

وكم مناقب مجدٍ قد حباه بها ... وزاده بسطةً في العلم والعمر

وكم له في ذُرى العَلْياء مرتبةٌ ... منيفة نالها من بارئ الصور

وكم له من أيادٍ في العطاء غدت ... تُربي على العارضِ الهطّال بالمطر

وهمة في المعالي غير وانية ... تُزري إذا ابتدئت بالصارم الذّكَر

وكم له من كرامات مبينة ... سنَاؤها كضياء الشمس والقمر

وحسبنا عود أهل العُودِ معجزةً ... ما مثلها عبرة تبقى لمعتبر

رؤوس كلّ ضلالات ومحدثة ... وبدعة نشأت في البدو والحضر


(١) سقطت من (ف).
(٢) في هامش (ك) ما نصه: «نسخة: «فيه» وهو الصواب، كذا في هامش الأصل. والصواب عندي أن كليهما سواء لا مزية لأحدهما على الآخر» أبو إسماعيل يوسف حسين. و (ف): «وراجعهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>