للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد كنت أعجوبةً في الدّهر مدهشة ... وكان درسك فيه العقل ينذهل

وكان يومك يومًا أمره عجبٌ (١) ... والناس للنعش بالهامات قد حَمَلوا

والخلق لا يهتدوا من عُظْم ما ازدحموا ... فكم دموع تراها وهي تنهمل

يا رحمةً نزلت في الأرض وانتشرت ... على جميع الذي في تُرْبه نزلوا

سَقتْ ثراك الغوادي طِيْبَ وابلها ... كما ضريحك من تحت الرضا (٢) خَضِل

كما حُبيت بدار الخلد منزلةً ... حللتها، وعليك الحَلْي والحُلَل

وتاجك النور والنعلان من ذهب ... وهكذا عن فتى شيبان (٣) قد نقلوا

قل للذي سَرَّه موتُ الإمام: لقد ... يكفيك جهلك يا مَن غرَّه الأمل

أما علمت بأنَّ الموتَ ما سَلِمت ... منه ملوك بني الدنيا ولا الرسل

أين الملوكُ وأبناءُ الملوك، لقد ... صالت عليهم صروفُ الدّهر فارتحلوا

وعن قليل ترى الدنيا وقد رَحَلت ... فليس يغني ولاياتٌ ولا دُوَل

وليس يغني المُسِيْ يوم اللقا نَدَم ... إذ أثقلَتْ ظهرَه الأوزارُ والزلل

وإنما المتقي تُرْجى النجاةُ له ... لأنه خائف من ربِّه وَجِل

ولم يزل في قيام الدين مجتهدًا ... وإن خلا في الدياجي فهو مبتهل

قل للذي كتبوا (٤) علياه واجتهدوا ... إنّ الذي علموا بعض الذي جهلوا


(١) (ك): «آمنًا عجبًا».
(٢) غيرها في (ط): «الثرى».
(٣) يعني: الإمام أحمد بن حنبل الشيباني.
(٤) (ف): «كتموا». و (ط): «للأولى كتبوا».

<<  <  ج: ص:  >  >>