(٢) رواه مسلم (٤٣٦) (١٢٨). و"القداح": "هي خشب السهام حين تنحت وتبرى، واحدها قدح بكسر القاف. معناه: يبالغ في تسويتها حتي تصير كأنما يقوم بها السهام؛ لشدة استوائها واعتدالها". قاله النووي. قلت: ولأهمية إقامة الصفوف وتسويتها أحببت أن أضيف هذه الكلمة هنا، وهي مختصرة من رسالة لي بعنوان: "سنن مهجورة"، فأقول- بعد حمد الله عز وجل-: إن من السنن المهجورة من كثير من المسلمين، وفي كثير من مساجدهم اليوم هي سنة تسوية الصفوف، فإنك اليوم لا تكاد تجد مسجدًا ولا إمامًا يسوي الصفوف- كما أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمته، وفعله مع أصحابه رضوان الله عليهم- إلا النادر منهم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. بل أكثر الأئمة اليوم إذا أقيمت الصلاة، تقدم وكبر، وكأنه يصلى منفردًا، ولربما انتهي قراءته في الركعة الأولي، ويحسب الداخل أن الإمام ما كبر بعدُ؛ للذي يراه من اعوجاج الصفوف، وعدم تراصها. ومن هؤلاء الأئمة من يكتفي بالنظر إلي المصلين خلفه، ولا ينطق بكلمة واحدة! ويظن أنه بذلك قد قام بما عليه من واجب تسوية الصفوف الذي جاءت به نصوص السنة. وقريب من هؤلاء أئمة آخرون- وإن كانوا يظنون أنهم علي السنة- يقتصرون علي كلمة: "استووا" أو "اعتدلوا"!! وأقول: "لم يكن كل ذلك من هدي نبينا - صلى الله عليه وسلم -، فالواجب علي الإمام أن يأمر الناس قبل الشروع في الصلاة بسد الفرج، وتسوية الصفوف، كما كان يفعل النبي - صلى الله عليه وسلم، ثبت ذلك في أحاديث كثيرة عنه، حتى إذا رأى الإمام أن الصفوف استوت كبّر، فما جاء في الآثار للإمام محمد (ص ١٣) عن إبراهيم قال: إذا قال المؤذن حي علي الفلاح فإنه ينبغي للقوم أن يقوموا، فيصفوا فإذا قال: قد قامت الصلاة كبر الإمام. قال محمد: وبه نأخذ، وهو قول أبي حنيفة. قلت:- القائل هو شيخنا الألباني-: وعلي هذا كثير من مقلدة الحنفية، وبخاصة في البلاد =