للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الأعجمية فإن في ذلك إضاعة للسنة المحمدية كما سبقت الإشارة إلى ذلك آنفًا، وقريب منه اقتصار بعض الأئمة علي قولهم: "استووا. استووا" فقط!! وهذه ذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين"، تمام المنة (ص ١٥٢).
قلت: ولا يتأتى لهؤلاء الأئمة أن يقوموا بواجب تسوية الصفوف، إلا إذا عرفوا كيف كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسوي الصفوف، واذا كان الأمر كذلك، فلا بد من بيان هذه الكيفية. فكيف كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسوي الصفوف؟
الجواب: لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعنى عناية تامة بتسوية الصفوف، ويحث عليها، ويأمر بها، ولعظيم عنايته بذلك، جاءتنا سنته القولية، والعملية.
فض السنن القولية:
١ - حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أقيمت الصلاة، فأقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوجهه، فقال: "أقيموا صفوفكم وتراصوا؛ فإني أراكبم من وراء ظهري". رواه البخاري (٧١٩) ومعنى "تراصوا" أي: تلاصقوا بغير خلل.
و"أقيموا" أي: سووا. كما في رواية أخرى للبخاري ومسلم، وفي رواية: "رصوا صفوفكم، وقاربوا بينها ... ". رواه أبو داود (٦٦٧) بسند صحيح.
٢ - حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: "أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل". صحيح. رواه أبو داود (٦٦٦).
٣ - حديث النعمان بن بشير قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: "أقيموا صفوفكم (ثلاثًا) والله لتقيمن صفوفكم، أو ليخالفن الله بين قلوبكم". صحيح. رواه أبو داود (٦٦٢).
فهذه بعض الأحاديث التي فيها أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بتسوية الصفوف، والتي يجب على المسلمين كافة- أئمة ومأمومين- العمل بها، لا هجرها كما هو حادث اليوم. والله المستعان.
وأما سنته العملية - صلى الله عليه وسلم -.
فكثيرة أيضًا، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - إذا أقيمت الصلاة أقبل على المسلمين يأمرهم بتسوية الصفوف، ليس هذا فقط، بل كان يقوم بنفسه - صلى الله عليه وسلم - بتسوية الصفوف، فيأمر هذا بالتقدم، ويأمر ذاك بالتأخر، وهكذا حتى تستوي الصفوف، فإذا استوت كبر للصلاة.
وهذا من الهدي الذى تركه الأئمة في عصرنا هذا، بل وقبل عصرنا هذا حتى ألف الناس ماهم عليه، بحيث لو قام أحد الائمة بهذا الفعل الآن، لربما قال الناس: غُيرت السنة! =