وأزيد في هذه الطبعة فأقول: ليس لهذه الجملة ذكر في "أ"، فلعل المراد الأول هو الآن أرجح؛ وذلك لخلو هذه النسخة من تلك الزيادة أصلًا. والله أعلم. وأما عن هذه الرواية فهي في البخاري برقم (٧١٧٥) وهي بتمامها عن ابن عمر قال: كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الاولين، وأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسجد قباء، فيهم أبو بكر، وعمر، وأبو سلمة، وزيد، وعامر بن ربيعة. ووجه الإشكال أن هذا الأمر كان قبل مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وأبو بكر رضي الله عنه كان رفيقه في الهجرة، فكيف يكون فيمن كان يؤمهم سالم رضي الله عنه قبل الهجرة؟! وأجاب البيهقي عن ذلك، فقال في "الكبرى" (٣/ ٨٩): "كذا قال: وفيهم أبو بكر وعمر، ولعله في وقت آخر؛ فإنه إنما قدم أبو بكر رضي الله عنه مع النبي - صلى الله عليه وسلم -. ويحتمل أن تكون إمامته إياهم قبل قدومه وبعده، وقول الراوي: وفيهم أبو بكر أراد بعد قدومه. والله أعلم". ونقل القسطلاني في "الإرشاد" (١٠/ ٢٤٦): "وأجاب البيهقي باحتمال أن يكون سالم استمر علي الصلاة بعد أن تحول النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، ونزل بدار أبي أيوب قبل بناء مسجده بها، فيحتمل أن يقال: كان أبو بكر يصلي خلفه إذا جاء إلى قباء". ولكن الحافظ في "الفتح" (٢/ ١٨٦) استبعد ذلك قائلًا: "ولا يخفى ما فيه". أما الحافظ ابن رجب رحمه الله فيرى أنه "ليس في هذا الحديث إشكال كما توهمه البعض"! انظر "فتح الباري" له. كتاب الأذان. باب إمامة العبد والمولى. (٤/ ١٧٥). (١) رواه البخاري - والسياق له - (٦٩١)، ومسلم (٤٢٧). وكما ورد الحديث هنا بلفظ: "الصورة"، وبلفظ: "الرأس"، فقد جاء أيضًا بلفظ: "الوجه" كما عند مسلم، ومع أن الحافظ قال: "الظاهر أن ذلك من تصرف الرواة" إلا أنه رجح رواية الرأس، واعتمدها؛ لشمولها، ولكثرة رواتها، أما القاضي عياض، فقال: "هذه الروايات متفقة؛ لأن الوجه في الرأس، ومعظم الصورة فيه". =