وهذا إسناد صحيح علي شرط مسلم، ومن هذا الوجه رواه ابن عبد البر (١٢/ ٩١) وقال: "رواية ابن أخي ابن شهاب لهذا الحديث كرواية ابن عيينة سواء". قلت: يقصد أنها صريحة في الرفع، لا يتطرق لها احتمال الإرسال، وهو كما قال. ٦ - هشام الدستوائي: رواه ابن عبد البر (١٢/ ٩٢) من طريق هشام، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر؛ أنه كان يمشي أمام الجنازة ويقول: مشى أمامها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر، وعمر، وعثمان. قلت: وهذا إسناد لم أتبين حاله، لكن ذهب إلي تصحيحه ابن عبد البر فقال: "وقد رواه هشام الدستوائي، عن الزهري، فبان بروايته أن رواية يحيى بن سعد، وموسى بن عقبة ومحمد بن أبي عتيق وزياد بن سعد لهذا الحديث عن ابن شهاب كلها مسندة متصلة". ٧ - عقيل بن خالد: رواه الطبراني في "الكبير" (١٣١٣٥) بلفظ: "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ... "، وهو صريح في الرفع، لكن فيه ابن لهيعة، وعلي أية حال فلا بأس به في الشواهد، كما هو الحال هنا. فقد تابعه يحيى بن أيوب، وهو "ثقة" عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار". ورواه أحمد (٦٢٥٣)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" بلفظ: "أن عبد الله بن عمر كان يمشي بين يدي الجنازة، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يمشي بين يديها، وأبو بكر، وعمر وعثمان". وهذه صيغة تحتمل الوصل والإرسال، غير أن الشيخ أحمد شاكر- رحمه الله- جزم بأنها موصولة! فقال: "وهذه رواية عقيل، عن الزهري موصولة أيضًا، توكيدًا إلي توكيد، ورفعًا لكل شبهة في صحة وصله". ٨ - يونس بن يزيد: رواه الطحاوي بلفظ: "وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. " وهي صيغة محتملة كما تقدم، غير أنها جاءت موصولة عند الطبراني (١٣١٣٥)، وإن كان في إسنادها ابن لهيعة. ٩ - العباس بن الحسن: رواه الطبراني (١٣١٣٤)، وابن عبد البر (١٢/ ٩٤): "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر يمشون أمام الجنازة" والعباس هذا "ضعيف"، وجهله أبو حاتم. =