للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يس: ٣٩]، والعرجون القديم حادث، لكنه قديم بالنسبة لما بعده.

* قوله: "وأنت الظاهر؛ فليس فوقك شيء": الظاهر من الظهور، وهو العلو؛ كما قال تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} [الكهف: ٩٧]؛ {يظهروه} أي: يعلوا عليه.

وأما من قال: الظاهر بآياته؛ فهذا خطأ؛ لأنه لا أحد أعلم بتفسير كلام الله من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد قال: "الظاهر؛ فليس فوقك شيء"؛ بل هو فوق كل شيء سبحانه.

* قوله: "وأنت الباطن؛ فليس دونك شيء": المعنى: ليس دون الله شيء، لا أحد يدبر دون الله، ولا أحد ينفرد بشيء دون الله، ولا أحد يخفى على الله؛ كل شيء؛ فالله محيط به، ولهذا قال: "ليس دونك شيء"؛ يعني: لا يحول دونك شيء، ولا يمنع دونك شيء، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ... وهكذا.

* قوله: "اقض عني الدَّين": الدَّين: ما يستحق على الإنسان من مال أو حق؛ اشتريت منك حاجة، ولم أنقدك الثمن؛ فهذا يسمى دينًا، وإن كان غير مؤجل.

* قوله: "وأغنني من الفقر": الفقر: خلو ذات اليد، ولا شك أن الفقر فيه إيلام للنفس، والدَّين فيه ذل؛ المدين ذليل للدائن، والفقير معوز ربما يجره الفقر إلى أمر محرم.

ألم يأتكم نبأ الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار، فتوسل كل

<<  <  ج: ص:  >  >>