قال:"الصلاة على وقتها". قلت: ثم أي؟ قال:"بر الوالدين".
قلت: ثم أي؟ قال:"الجهاد في سبيل الله"(١).
* والوالدان هما الأب والأم، أما الجد والجدة؛ فلهما بر، لكنه لا يساوي بر الأم والأب؛ لأن الجد والجدة لم يحصل لهما ما حصل للأم والأب من التعب والرعاية والملاحظة؛ فكان برهما واجبًا من باب الصلة، لكن هما أحق الأقارب بالصلة، أما البر؛ فإنه للأم والأب.
* لكن؛ ما معنى البر؟
البر: إيصال الخير بقدر ما تستطيع، وكف الشر.
إيصال الخير بالمال، إيصال الخير بالخدمة، إيصال الخير بإدخال السرور عليهما، من طلاقة الوجه، وحسن المقال والفعال، وبكل ما فيه راحتهما.
* ولهذا كان القول الراجح وجوب خدمة الأب والأم على الأولاد، إذا لم يحصل على الولد ضرر، فإن كان عليه ضرر؛ لم يجب عليه خدمتهما، اللهم إلا عند الضرورة.
ولهذا نقول: إن طاعتهما واجبة فيما فيه نفع لهما ولا ضرر على الولد فيه، أما ما فيه ضرر عليه، سواء كان ضررًا دينيًّا؛ كأن يأمراه بترك واجب أو فعل محرم؛ فإنه لا طاعة لهما في ذلك، أو كان ضررًا بدنيًّا؛ فلا يجب عليه طاعتهما. أما المال، فيجب عليه
(١) رواه: البخاري (٥٩٧٠)، ومسلم (٨٥)؛ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.