للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤. قوله: "إن رواية ابن فارس مما أخرجه قبل ٢٢٤ هـ" هذا بعيد جدًّا لأمور عدّة:

أ. ما سبق من توجيه ذلك في النسخ.

ب. أن ابن فارس توفي ٣١٢ هـ فمعناه على ما ذكر المعلميّ أن يكون جاوز المائة أو قاربها، وهذا شبه مستحيل، فطبقة شيوخ ابن فارس توفّوا بعد ٢٤٠ هـ، فما أقرب أن تكون ولادته حول ٢٣٠ هـ.

والخطيب البغداديّ وقعت له نُسخةٌ ترجع إلى رواية أبي أحمد بن فارس؛ وهي أصل شيخه أبي الحُسين محمد بن الحُسين بن الفضل القَطَّان، عن علي بن إبراهيم المستملِي، عن أبي أحمد بن فارس (١). وهذا الأصل هُو المسموع للخطيب، والمُعوَّل علمِه في سائر كتبه، لا سيما في مادة "كتاب المُوَضح لأوهام الجمع والتَّفريق".

وكان يرجع إلى هذا الأصل في تخطئة البخاريّ في "كتاب التَّاريخ الكَبير"، وإذا وقف على خطأ في رواية أبي أحمد بن فارس؛ ثم وجد الخطأ على الصَّواب في بقية روايات الآخِذين عن البخاريِّ، كأبي محمد بن سَهْل وأبي محمد الفسوي، ألحقَ الوهمَ بالمستملِي عن ابن فارس.

ومن الأوهام التي ألحقَ الخطأَ فيها بالمستملي: الوهم السَّابع والثلاثون؛ لأن هذا الوهم رواه على الصَّواب أبو محمد الفسويُّ عن البخاريِّ في "كتاب التَّاريخ الكَبير"، كما رواه محمَّدُ بنُ سهل المقرئ على


(١) "المُوَضِّح لأوهام الجمع والتفريق" (١/ ١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>