للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرازي (ت ٢٦٤ هـ) (١).

فنظر فيه الإمام، سيد الحُفاظ والمحدثين ببلاد الري؛ أبو زرعة الرازي نظرةً نقدية من أوله إلى آخره، ونبَّه على ما رآه خطأً أو شبهه، مع بيان الصَّواب عنده، وترك بياضًا في مواضع، ثم تلاه أبُو حاتمٍ فوافقه تارةً وخالفه أُخرى، واستدرك مواضع (٢).

ولكون "كتاب التَّاريخ الكَبير" طريفًا في موضوعه، جديدًا في بنائه، أثار فضولَ الحافظ أبي زرعة الرازي ولم يكتفِ ببيان خطئه، بل جعله يناقش بعض محتوياته مع الحافظ أبي علي صالح بن محمَّد البغداديِّ نزيل بُخارى (ت ٢٩٣ هـ). وأبو علي (٣) حافظ كبير، عالم بهذا الشَّأن، أخذه عن أبي زكريا يحيى بنِ معين.

فقد اجتمعا يومًا، فقال له أبو زرعة الرازيُّ: "يا أبا عليٍّ، نظرتُ في كتاب محمَّد بن إسماعيل هذا أسماءَ الرجال فإذا فيه خطأ كثير؟ ! فقال له أبو علي: بليته، أنه رجل كلُّ من كان يقدم عليه من العراق من أهل بُخارى نظر في كُتبهم، فإذا رأى اسمًا لا يعرفه، وليس عنده كَتبه، وهم لا يضبطون، وتكون كتبهم غير منقوطة، فيضعه في كتابه خطأً، وإلا فما رأيتُ خُراسانيًّا أفهمَ منه لولا عِيٌّ في لسانه.

وفي ذلك الكتاب أسامٍ لا تُعرَف، ولم يُبيِّن من روى عنهم، وعمَّن رووا، وأي شيء رووا، فيتحيَّر الإنسان فيه.


(١) "بيان خطأ البخاري في تاريخه" (ص ٢).
(٢) "مقدمة تحقيق بيان خطأ البخاري" (ب).
(٣) "تاريخ بغداد" (١٠/ ٤٣٩)، "الثقات مما لم يقع في الكتب الستة" (٥/ ٣٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>