للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال بعضهم: هو مثل قوله: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: ١٦٦] أي: الوصلات والتواصل الذي كان بينهم في الدنيا (١).

ثانياً: المناقشة والترجيح:

أمَّا القول الأول فمؤداه نفس مؤدى قول الجمهور، إلا أن في تفصيله القول بالمجاز، ولا حاجة للقول بذلك؛ لأن البين استُعمل بمعنى الوصل عند العرب.

وأمّا القول الثاني فذكره ابن عطية، ولم يرجحه أحدٌ من العلماء.

وأمّا القول الثالث فهو تفسير معنى لا تفسير لفظ وإعراب، والجمع بين اللفظ والمعنى في التفسير والتوجيه هو الأولى.

وأمّا القول الرابع فهو الراجح؛ لما يلي:

١ - أن هذا القول موافق لتفسير السلف من الصحابة والتابعين؛ إذ فسروا قوله (بينُكم): وصلكم (٢).


(١) وهو قول مجاهد وقتادة، أخرج ذلك: عبد الرزاق الصنعاني في تفسيره (١: ٣٠٠)، والطبري في تفسيره (٣: ٢٨٩)، وابن أبي حاتم في تفسيره (١: ٢٧٨). ويُنظر: معاني القرآن، للزجاج (١: ٢٣٩)، التفسير الوسيط، للواحدي (١: ٢٥١)، تفسير السمعاني (١: ١٦٥)، تفسير البغوي (٢: ١٤٥).
(٢) فسرها بذلك: ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وغيرهم. ينظر: تفسير الطبري (١١: ٥٤٨)، تفسير ابن أبي حاتم (٤: ١٣٥٠)، الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي، للأزهري (ص: ١٩٦).

<<  <   >  >>