للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - أن العرب قد استعملت البين بمعنى الوصل، ومن الشواهد على ذلك: قول الشاعر (١):

لعَمْرُكَ لولا البَيْنُ لانقطعَ الهوى ... ولولا الهوى ما حنّ للبين آلِفُ (٢)

فالبينُ هنا الوصل (٣).

وجمع أحدهم بين المعنيين قائلاً (٤):

وكُنَّا على بَيْنٍ يؤلِّف شملَنا ... فأعْقبَه البيْنُ الذي شتَّتَ الشملا

فيا عجباً ضدان واللفظ واحد ... فللهِ لفظ ما أمرَّ وما أحْلى!

والقرآن إنما نزل بلغة العرب، وجاءت الألفاظ فيه وفق استخدام العرب لها.

١ - أن القول بأن البيْن مِن الأضداد؛ يطلق على الوصل والافتراق، هو قول جمهور أهل اللغة (٥)، ومنهم أئمة كبار، ولم يذكروا أنهم انتزعوا ذلك من الآية، بل أثبتوا أنه يطلق على المعنيين عند العرب، وذكروا بعض الشواهد الشعرية على ذلك.


(١) البيت لقيس بن ذُريح (قيس لبنى) وهو في ديوانه (ص: ٩٨)، وهو أيضاً في تفسير الثعلبي (٤: ١٧١)، وفي لسان العرب، لابن منظور، مادة: بين (١٣: ٦٢)، وفي تاج العروس، للزبيدي، مادة: بين (٣٤: ٢٩٣).
(٢) يقال: ألِفَ الشيءَ إلفاً فهو آلِف؛ إذا لزمه وأنس به. ينظر: مقاييس اللغة، لابن فارس، مادة: ألف (١: ١٣١)، لسان العرب، لابن منظور، مادة: ألف (٩: ٩).
(٣) ينظر: تاج العروس، للزبيدي، مادة: بين (٣٤: ٢٩٣)
(٤) نسبه أبو جعفر الرعيني لشيخه ابن جابر الأندلسي. ينظر: اقتطاف الأزاهر والتقاط الجواهر، لأبي جعفر الرعيني (ص: ٩٠)، تاج العروس، للزبيدي، مادة: بين (٣٤: ٢٩٣).
(٥) ينظر: العين، للخليل بن أحمد، مادة: بين (٨: ٣٨٠)، معجم ديوان الأدب، لأبي إبراهيم الفارابي (٣: ٣٠٦)، أمالي القالي (٢: ١٣٢)، الصحاح، للجوهري، مادة: بين (٥: ٢٠٨٢)، المحكم، لابن سيده، مادة: بين (١٠: ٥٠٣)، لسان العرب، لابن منظور، مادة: بين (١٣: ٦٢)، القاموس المحيط، للفيروزأبادي، مادة: بين (١: ١١٨٢).

<<  <   >  >>