للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (هل أنتم تاركو لي صاحبي؟) (١)؛ فإن قوله: (تاركو) مضاف، وقوله: (صاحبي) مضاف إليه، وقد فصل بينهما بالجار والمجرور الذي هو قوله: (لي) (٢).

قال ابن الجزري: "فصَلَ بالجار والجرور (لي) بين اسم الفاعل (تاركو) ومفعوله (صاحبي)، مع ما فيه مِن الضمير المنوي، ففصْلُ المصدرِ بخُلُوِّه مِن الضمير أولى بالجواز" (٣).

وقد سُمع من بعض العرب: "هذا غلامُ - والله- زيدٍ"؛ فصلوا بين المضاف والمضاف إليه بالقسم (٤).

وفي قولهم: " تَرْكُ يَوْمًا نَفسِك وهواها سعيٌ لَهَا فِي رَداها" فصْلٌ بين المضاف (ترك) والمضاف إليه في (نفسك) بالظرف (يوماً) (٥).

وقد فَصَلُوا بينهما بالجملة في قولهم: "هُوَ غُلامُ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - أَخِيكَ"، فالفصل بالمفرد أسهل (٦).


(١) رواه البخاري في صحيحه مع قصة في أوله (ج ٥: ص ٥)، كتاب المناقب، باب: قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لو كنت متخذاً خليلا)، ح (٣٦٦١)، وفي كتاب تفسير القرآن، باب: قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: ١٥٨]، ح (٤٦٤٠)، (ج ٦: ص ٥٩).
(٢) ينظر: الدر المصون (٥: ١٦٧)، الإتحاف، للدمياطي (ص: ٢٧٤)
(٣) النشر في القراءات العشر (٢: ٢٦٥).
(٤) ينظر: الإنصاف، للأنباري (٢: ٣٥٥)، شرح الكافية الشافية، لابن مالك (٢: ٩٩٣)، همع الهوامع، للسيوطي (٢: ٥٢٦).
(٥) ينظر: أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، لابن هشام (٣: ١٥٣)، همع الهوامع، للسيوطي (٢: ٥٢٣).
(٦) ينظر: إبراز المعاني، لأبي شامة (١: ٤٦٥)، تفسير أبي حيان (٤: ٦٥٨)، الإتحاف، للدمياطي (ص: ٢٧٤)

<<  <   >  >>