للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيل: إنّ الياء في (نَرْتَعِي) إنمّا هي من الكسرة في (نرتعِ)؛ أُشبعت فنتج عنها ياء (١).

ومثلها القراءة بإثبات الياء في (يتَّقي) (٢) من قوله - تعالى-: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: ٩٠].

قال أبو شامة: "مِن العرب مَن يجري المعتل مجرى الصحيح فلا يحذف منه شيئاً من حروفه للجزم كما لا يحذف شيئاً في الصحيح، ويكتفي بإسكان آخره ومنه قوله:

أَلَمْ يَأتِيكَ والأنباءُ تَنْمِي ... . . . . . . . . . . . . .

ووجه آخر وهو أن الكسرة أشبعت فتولدت منها ياء". اهـ (٣)

وقال ابنُ الجزري متحدثًا عن إثبات الياء في (نَرْتَعِي) و (يتَّقي): "ووجهُ إثبات الياء في هذين الحرفين مع كونهما مجزومين: إجراء الفعل المعتل مجرى الصحيح، وذلك لغة لبعض العرب". اهـ (٤)

وعليه: فاستدراك السمين على ابن عطية في محله، وقراءة قنبل (نَرْتَعِي) صحيحة لغويًا؛ فإثبات حرف العلة في الجزم لغة لبعض العرب وهو جائز لا كما قال ابن عطية مِن أنّ ذلك لا يجوز إلا في الشعر.

* * *


(١) ينظر: الحجة في القراءات السبع، لابن خالويه (ص: ١٩٨)، إبراز المعاني من حرز الأماني، لأبي شامة (ص: ٣١٣).
(٢) قراءة الجمهور: (يتقِ)، وقرأ ابن مجاهد عن قنبل عن ابن كثير: (يتقي) بإثبات الياء. ينظر: الحجة في القراءات السبع، لابن خالويه (ص: ١٩٨)، التيسير في القراءات السبع، للداني (ص: ١٣١)، الكامل في القراءات العشر، لابن جبارة الهذلي (ص: ٤٣٩)، تفسير القرطبي (٩: ٢٥٦)، تفسير أبي حيان (٦: ٣٢٠)، النشر في القراءات العشر، لابن الجزري (٢: ١٨٧).
(٣) إبراز المعاني من حرز الأماني (ص: ٣١٣).
(٤) النشر في القراءات العشر (٢: ١٨٧).

<<  <   >  >>