للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - أنّ (كَلاًّ) نعت لـ (آلهة)، وهو قول ابن عطية (١)، وقد تعقَّبه السمين ثم التمس له توجيهاً حيث قال: "وفيه نظرٌ، إذ ليس المعنى على ذلك، وقد يظهر له وجهٌ: أن يكونَ قد وَصَفَ الآلهة بالكَلِّ الذي هو المصدرُ بمعنى الإِعياءُ والعَجْز، كأنه قيل: آلهةً كالَّيْنَ، أي: عاجِزين منقطعين، ولمَّا وَصَفهم بالمصدر وَحَّده". اهـ (٢).

والقول الأول هو أقرب الأقوال للصواب، وقد قال به الجمهور، أما قول ابن عطية ففيه بُعد، وحاول السمين أن يقربه من القول الأول في توجيهه له، إلا أن هذا التوجيه لا يقويه، وقد ذكر السمين بأن فيه نظر؛ إذ ليس المعنى على ذلك، وهذا صحيح، فيبقى قول ابن عطية على ضعفه؛ لاسيما وأن ابن عطية قد تفرّد به، ولم يقل به أحدٌ من العلماء غيره.

* * *


(١) ينظر: المحرر الوجيز (٤: ٣١).
(٢) الدر المصون (٧: ٦٣٩).

<<  <   >  >>