للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المنتجب الهمذاني: "لا تكون نافية؛ لأن ما كان في صلة النفي لا يتقدم عليه".

ثم قال: "وإذا كان كذلك ثبت أنها مصدرية في موضع جر بدل من (شرٍ)، والتقدير: مِن شرٍ مِن خلْقِه، أو صلة و (خلق) في موضع جر على أنه صفة (شرٍ) أي: من شرٍ خَلَقَه". ... اهـ (١)

وقول الجمهور هو الراجح، والذين جعلوا (ما) نافية إنما بنوا هذا التوجيه على رأي المعتزلة، بناءً على أن هذه القراءة هي لبعض المعتزلة، وفي ذلك خطأ منهجيّ؛ إذ أن القراءة بالرواية (٢)، وقد وردت هذه القراءة منسوبة لأبي هريرة (٣) - رضي الله عنه-، ووردت أيضاً منسوبة لأبي حنيفة (٤) - رحمه الله- (٥)، ثم إن المعتزلة كانوا يفسرون الآيات ويوجهون القراءات وفق


(١) الفريد في إعراب القرآن المجيد (٦: ٤٨٩)،
(٢) ينظر: تفسير الآلوسي (١٥: ٥٢٠).
(٣) ينظر: كشف المشكلات في إعراب القرآن وعلل القراءات، للباقولي (ص: ٩١٢).
(٤) النُعْمان بن ثابت التَيْميّ مولاهم الكوفيّ، أبو حَنِيفَة، الإمام، فقيه العراق، المجتهد المحقق، أحد الأئمة الأربعة، كان قويّ الحجة، ومن أحسن الناس منطقاً، رأى أنس بن مالك، وروى عن عطاء بن أبي رباح وغيره من كبار التابعين، روى القراءة عرضا عن الأعمش وعاصم وعبد الرحمن بن أبي ليلى، توفي سنة ١٥٠ هـ. ينظر: الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء، لابن عبد البر (ص: ١٢٢)، تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي (١٥: ٤٤٤)، غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجزري (٢: ٣٤٢).
(٥) ينظر: البيان في إعراب غريب القرآن، لابن الأنباري (٢: ٤٦٤).::

<<  <   >  >>