للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال: "وليس ذلك نافعًا في علم القرآن فقط، بل هو نافع في كلّ علم من علوم الشرع، فألفاظ القرآن هي لبّ كلام العرب وزبدته، وواسطته وكرائمه، وعليها اعتماد الفقهاء والحكماء في أحكامهم وحكمهم". اهـ (١)

وقال الزركشي: " ومعرفة هذا الفنّ (٢) للمفسّر ضروريٌّ، وإلاّ فلا يحلُّ له الإقدام على كتاب الله - تعالى-". اهـ (٣)

وقال أيضًا: " واعلم أنه ليس لغير العالِم بحقائق اللغة وموضوعاتها تفسير شيءٍ مِن كلام الله، ولا يكفي في حقه تعلم اليسير منها؛ فقد يكون اللفظ مشتركاً وهو يعلم أحد المعنيين والمراد المعنى الآخر". اهـ (٤)

وقال في حديثه عن غريب القرآن: " ويحتاج الكاشف عن ذلك إلى معرفة علم اللغة اسمًا وفعلاً وحرفًا، فالحروف لقلتها تكلم النحاة على معانيها، فيؤخذ ذلك من كتبهم، وأمّا الأسماء والأفعال فيؤخذ ذلك من كتب اللغة". اهـ (٥)

وأمّا الإعراب فهو من تمام الكلام العربي، وإعراب القرآن مِن تمام القرآن (٦)، وقد أكد العلماء على أهمية هذا العلم؛ لأن الإعراب يبيّن المعنى، ويميّز المعاني، فينجلي الإشكال، وتظهر الفوائد، ويُفهم الخطاب (٧).


(١) المصدر السابق، الموضع نفسه.
(٢) يقصد علم اللغة.
(٣) البرهان في علوم القرآن (١: ٢٩٢).
(٤) المصدر السابق (١: ٢٩٥).
(٥) المصدر السابق (١: ٢٩١).
(٦) ينظر: مجموع فتاوى ابن تيمية (١٢: ١٠٢).
(٧) ينظر: مشكل إعراب القرآن، لمكي بن أبي طالب (١: ٦٣)، البرهان في علوم القرآن، للزركشي (١: ٣٠١).::

<<  <   >  >>