للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابنُ فارس: " مِن العلوم الجليلة التي خُصت بها العرب: الإعرابُ الذي هو الفارق بين المعاني المتكافئة في اللفظ، وبه يُعرف الخبر الذي هو أصل الكلام، ولولاه مَا مُيّز فاعلٌ مِن مفعول، ولا مضاف مِن مَنْعوت، ولا تعجُّبٌ مِن استفهام، ولا صَدْرٌ مِن مصدَر، ولا نعتٌ مِن تأكيد". اهـ (١)

وقال أبو البقاء في حديثه عن القرآن: " وأقوم طريقٍ يُسْلَكُ في الوقوف على معناه، ويُتَوَصَّل به إلى تبيين أغراضه ومغزاه: معرفةُ إعرابه، واشتقاق مقاصده مِن أنحاء خطابه ". اهـ (٢)

وكذلك علم التصريف لابد من معرفته؛ لأن اختلاف الصيغ يؤدي إلى اختلاف المعاني (٣).

قال ابنُ جني: " وهذا القبيل من العلم -أعني التصريف- يحتاج إليه جميع أهل العربية أتم حاجة، وبهم إليه أشد فاقة؛ لأنه ميزان العربية، وبه تعرف أصول كلام العرب من الزوائد الداخلة عليها، ولا يوصل إلى معرفة الاشتقاق إلا به، وقد يؤخذ جزء من اللغة كبير بالقياس، ولا يوصل إلى ذلك إلا من طريق التصريف". اهـ (٤)


(١) الصاحبي في فقه اللغة (ص: ٤٣).
(٢) التبيان في إعراب القرآن (١: ٢).
(٣) ينظر: البرهان في علوم القرآن، للزركشي (١: ٢٩٧).
(٤) المنصف (ص: ٢).::

<<  <   >  >>