للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وللعلماء في هذه المسألة ثلاثة أقوال رئيسة:

١ - أنّ الحرور يكون بالليل، والسموم بالنهار.

قاله: ابنُ عباس (١) - رضي الله عنه-، ورؤبة (٢)، وابن قتيبة (٣)، وغيرهم (٤).

٢ - أنّ الحرور في هذا الموضع ما يكون في النهار مع الشمس.

قاله: أبو عُبيدة (٥) مَعْمَر بن المثنى (٦)، ورجحه: الطبري (٧).

قال الطبري: "والقول في ذلك عندي: أن الحرور يكون بالليل والنهار، غير أنه في هذا الموضع بأن يكون كما قال أبو عبيدة: أشبه مع الشمس؛ لأن الظل إنما يكون في يوم شمس، فذلك يدل على أنه أريد بالحرور: الذي يوجد في حال وجود الظل". اهـ (٨)


(١) نقله بعض العلماء عنه، ولم أعثر له على سند لا في كتب التفسير المُسْنَدة، ولا في كتب الحديث، وقد ذكره البخاري في صحيحه معلقاً (٦: ١٢٢) كتاب التفسير، باب قوله: {إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} [سبأ: ٤٦]، وينظر: تفسير البغوي (٣: ٦٩٢)، تفسير القرطبي (١٤: ٣٤٠)، لباب التأويل، للخازن (٣: ٤٥٦).
(٢) ينظر: مجاز القرآن، لأبي عبيدة (٢: ١٥٤)، تفسير الطبري (٢٠: ٤٥٧)، الهداية إلى بلوغ النهاية، لمكي بن أبي طالب (٩: ٥٩٧٠)، زاد المسير، لابن الجوزي (٣: ٥٠٩).
(٣) ينظر: غريب الحديث (٢: ٤٦٩).
(٤) ينظر: الصحاح، للجوهري، مادة: حرر (٢: ٦٢٨)، تفسير الثعلبي (٨: ١٠٥).
(٥) مَعْمَر بنُ المُثَنَّى التَّيْمِيّ مولاهم البَصْرِيّ، أَبُو عُبَيْدَة، العلاّمة، النحوي، كان من أعلم الناس باللغة وأنساب العرب وأخبارها، من تصانيفه: (مجاز القرآن)، و (الخيل)، توفي سنة ٢٠٩ هـ. ينظر: تاريخ بغداد، للبغدادي (١٥: ٣٣٨)، معجم الأدباء، لياقوت الحموي (٦: ٢٧٠٤)، سير أعلام النبلاء، للذهبي (٩: ٤٤٥).
(٦) ينظر: مجاز القرآن (٢: ١٥٤).
(٧) ينظر: تفسير الطبري (٢٠: ٤٥٧).
(٨) المصدر السابق، الموضع نفسه.

<<  <   >  >>