للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال البَغويّ: "اللام فيه لام العاقبة؛ لأنهم لم يُبْعَثُوا للسؤال". اهـ (١)

الثاني: أنها لام التعليل (السببية).

قاله: الفخر الرازي (٢)، والسمين الحلبي (٣)، وغيرهما (٤).

قال الفخر الرازي: "فإنْ قيل: هل يجوزُ أنْ يكونَ الغرضُ مِنْ بعثهم أنْ يَتَسَاءَلُوا ويتنازعوا؟ قلنا: لا يَبْعُدُ ذلك؛ لأنهم إذا تساءلوا انكشف لهم مِنْ قدرة الله -تعالى- أمورٌ عجيبة وأحوال غريبة، وذلك الانكشاف أمْرٌ مطلوبٌ لِذاتِه". اهـ (٥)

ويُفهم من كلام مكي بن أبي طالب (٦)، وكذا المنتجب الهمذاني (٧) أنها للتعليل.

قال مكيّ: "ليسأل بعضهم بعضاً، ونُعرّفهم عظيم قدرتنا؛ فيزدادوا بصيرة في أمرهم، وفي إيمانهم؛ إذ لبثوا مدة عظيمة من الزمان، وهم في هيئهم لم يتغيروا، ولا تغيرت ثيابهم". ... اهـ (٨)


(١) تفسير البغوي (٥: ١٥٩).
(٢) ينظر: تفسير الفخر الرازي (٢١: ٤٤٥).
(٣) ينظر: الدر المصون (٧: ٤٦٢).
(٤) ينظر: تفسير أبي السعود (٥: ٢١٣)، إعراب القرآن، لمحمد الطيب الإبراهيم (ص: ٢٩٥)، معرض الإبريز، لعبد الكريم الأسعد (٣: ٢٣٩).
(٥) تفسير الفخر الرازي (٢١: ٤٤٥).
(٦) ينظر: الهداية إلى بلوغ النهاية (٦: ٤٣٤٦).
(٧) ينظر: الفريد في إعراب القرآن المجيد (٤: ٢٥٥).
(٨) الهداية إلى بلوغ النهاية (٦: ٤٣٤٦).::

<<  <   >  >>