للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأمّا لام العاقبة فالفعل الذي بعدها غير مراد لفاعل الفعل الذي قبلها (١)، كما في قوله: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} [القصص: ٨]؛ فهم لم يلتقطوه لذلك إنما التقطوه ليكون لهم فرحاً وسرورا، ولكنه صار لهم عدوًا وحزنا (٢).

والراجح- والله أعلم- أن اللام في قوله {لِيَتَسَاءَلُوا} لام التعليل (السببية)؛ فسياق الآيات في بيان قدرة الله -سبحانه وتعالى-، ولابد من بعثهم لتتجلى لهم قدرة الله، فهذا التساؤل هو الذي يكشف لهم قدرة الله، والتساؤل لا يمكن أن يقع أثناء نومهم، فبُعثوا ليقع بينهم هذا التساؤل الذي نتج عنه معرفتهم بما جرى عليهم، ويقينهم بعظيم قدرة الله، وزيادة إيمانهم.

وهذا جاء على مراد الله - تعالى- فقد أراد وقوع التساؤل بينهم كما أراد بعثهم.

وعليه: فاستدراك السمين الحلبي وارد على ابن عطية.

* * *


(١) ينظر: اللامات، للزجاجي (ص: ١١٩)، الكليات، للكفوي (ص: ٧٨١).
(٢) ينظر: اللامات، للزجاجي (ص: ١١٩)، مغني اللبيب، لابن هشام (١: ٢٨٢)، تفسير ابن كثير (٦: ٢٢٢).::

<<  <   >  >>