للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو حيان (١) - مقارناً بين تفسير ابن عطية والزمخشري-: "كتاب ابن عطية أنقَل وأجمع وأخلص، والزمخشري ألخص وأغوص". اهـ (٢)

وقال ابن خلدون (٣): "فلمّا رجع النّاس إلى التّحقيق والتّمحيص، وجاء أبو محمّد بن عطيّة من المتأخرين بالمغرب فلخّص تلك التّفاسير كلّها، وتحرّى ما هو أقرب إلى الصّحّة منها، ووضع ذلك في كتاب متداول بين أهل المغرب والأندلس حسن المنحى". اهـ (٤)

فتفسير ابن عطية من التفاسير الجامعة المحررة، فاستحق أن يوصف بأنه (محرَّر)؛ فقد حرر ما هو محتاج إلى التحرير، وهو (وجيز) بالنسبة إلى التفاسير التي سبقته (٥).

وقد أضفى ابن عطية على تفسيره من روحه العلمية الفيّاضة ما أكسبه دقة، ورواجاً، وقبولاً، وصار أصدق شاهد لمؤلفه بإمامته في العربية وغيرها من النواحي العلمية المختلفة.


(١) مُحَمَّد بن يُوسُف بن حَيَّان الأندلسي الغرناطي، أثير الدّين، أَبو حَيَّان، إمام النحو، المقرئ المفسر اللغوي المحدث المؤرخ الأديب، من تصانيفه: (البحر المحيط) في التفسير، و (إتحاف الأريب بِما في القرآن من الغريب)، أقام بالقاهرة، وتوفي فيها سنة ٧٤٥ هـ. ينظر: فوات الوفيات، لابن شاكر (٤: ٧١)، طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي (٩: ٢٧٦)، بغية الوعاة، للسيوطي (١: ٢٨٠)، طبقات المفسرين، للداوودي (٢: ٢٨٧)، الأعلام، للزركلي (٧: ١٥٢).
(٢) تفسير أبي حيان (١: ٢١).
(٣) عبد الرحمن بن محمد بن محمد الحضرميّ الإشبيلي، وليّ الدين ابن خلدون، أبو زيد، الفيلسوف المؤرخ، العالم الاجتماعي البحاثة، تولى قضاء المالكية بمصر، اشتهر بكتابه (العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر، في مجلدات، أوّلها (المقدمة) وهي تعد من أصول علم الاجتماع، توفي بالقاهرة سنة ٨٠٨ هـ. ينظر: حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، للسيوطي (١: ٤٦٢)، الأعلام، للزركلي (٣: ٣٣٠).
(٤) مقدمة ابن خلدون (ص: ٤٠٧).
(٥) ينظر: التفسير ورجاله، للفاضل ابن عاشور (ص: ٦٣).

<<  <   >  >>