للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو في تفسيره يذكر الآية ثم يفسِّرها بعبارة سهلة، ويورد من التفسير المأثور، ويناقش المنقول أحياناً، وهو كثير الاستشهاد بالشعر العربي، ويحتكم إلى اللغة العربية عندما يُوجه بعض المعاني، وهو كثير الاهتمام بالصناعة النحوية، كما أنه يتعرض كثيراً للقراءات ويُنزل عليها المعاني المختلفة (١).

ولكن يؤخذ على تفسير ابن عطية تأويل بعض آيات الصفات على مذهب الأشاعرة.

قال شيخ الإسلام: "وتفسير ابن عطية أتبع للسنة والجماعة وأسلم من البدعة من تفسير الزمخشري، ولو ذكر كلام السلف الموجود في التفاسير المأثورة عنهم على وجهه لكان أحسن وأجمل، فإنه كثيرًا ما يدع ما يُنقل عن السلف لا يحكيه بحال، ويذكر ما يزعم أنه قول المحققين، وإنما يعني بهم طائفة من أهل الكلام الذين قرروا أصولهم بطرق من جنس ما قررت به المعتزلة أصولهم، وإن كانوا أقرب إلى السنة من المعتزلة، لكن ينبغي أن يعطى كل ذي حق حقه، ويُعرف أن هذا من جملة التفسير على المذهب". اهـ (٢)


(١) ينظر: التفسير والمفسرون، لمحمد الذهبي (١: ١٦٠).
(٢) مقدمة في أصول التفسير (ص: ٣٧). وللدكتور مساعد الطيار كلام جيد في هذا الموضوع في شرحه لمقدمة شيخ الإسلام (ص: ٢٣١ - ٢٣٨).

<<  <   >  >>