للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن الأحسن إعادة الضمير إلى أحدهما دون الآخر (١)، والأجود من ذلك كله: إعادة الضمير للآخر من المتعاطفين (٢).

قال الفراء: "ولو قيل: انفضوا إليهما، كما قال: {إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا} [النساء: ١٣٥] كانَ صوابًا، وأجود من ذلكَ في العربية أن تجعل الراجع من الذكر للآخرِ من الاسمين وما بعد ذا فهو جائز". اهـ (٣)

الثاني: أنّ العطف بـ (أَوْ) لا يُثنى معه الضمير، وإنما هي لأحد الشيئين.

قاله: الأخفش (٤)، وأبو حيان (٥)، والسمين الحلبي (٦)، وغيرهم (٧).

قال الأخفش: " (أَوْ) إنما يخبر فيه عن أحد الشيئين، وأنت في (أَوْ) بالخيار، إن شئت جعلت الكلام على الأول وإن شئت على الآخر، وأن تحمله على الآخر أقيس؛ لأنك إن تجعل الخبر على الاسم الذي يليه - الخبر- فهو أمثل مِن أن تجاوزه إلى اسم بعيد منه". اهـ (٨)


(١) ينظر: المحرر الوجيز (٣: ٢٨).
(٢) ينظر: معاني القرآن، للفراء (٣: ١٥٧)، تفسير القرطبي (١: ٣٢٥).
(٣) معاني القرآن (٣: ١٥٧).
(٤) ينظر: معانى القرآن، للأخفش (١: ٨٧).
(٥) ينظر: تفسير أبي حيان (١: ٢٩٩).
(٦) ينظر: الدر المصون (١٠: ٣٣٢).
(٧) ينظر: تفسير الآلوسي (١٤: ٢٩٩)، المجتبى، لأحمد الخراط (٤: ١٣٢١).
(٨) معانى القرآن (١: ٨٧).

<<  <   >  >>