للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولعلَّ هذا القول قد أُخذ من قراءة أبي حاتم السجستاني؛ حيث كان يقف على (لَا ذَلُولٌ) ثم يبتدئ {تُثِيرُ الْأَرْضَ} خلافاً للجمهور (١)، فالجملة على قراءته مثبتة، أي: هي تثير الأرض.

ثانيًا: مناقشة الأقوال:

القول بأنّ جملة {تُثِيرُ الْأَرْضَ} في محل نصب حال من الضمير المستتر في {ذَلُولٌ}، والقول بأنها في محل رفع صفة لـ {ذَلُولٌ} كلاهما صحيح من الناحية المعنوية، ومن الناحية الصناعية النحوية، ولكن القول الثاني هو الأوضح والأقرب لظاهر الآية.

أمّا القول بأنها في موضع رفع صفة لـ {بَقَرَة}، وكذا القول بأنها جملة مستأنفة فيلزم منهما أن تكون البقرة مثيرة، وجمهور المفسرين مِن السلف والخلف على أن البقرة لم تكن مثيرة (٢)، وأن الجملة داخلة في النفي.


(١) ينظر: كشف المشكلات في إعراب القرآن وعلل القراءات، للباقولي (ص: ٣٢)، زاد المسير في علم التفسير، لابن الجوزي (١: ٧٧)، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، لابن هشام (١: ٥٠٣).
(٢) ينظر: تفسير الطبري (٢: ٢١٢)، معاني القرآن وإعرابه، للزجاج (١: ١٥٢)، تفسير ابن أبي حاتم (١: ١٤٢)، إعراب القرآن، للنحاس (١: ٦٠)، تفسير الماوردي (١: ١٤١)، الوجيز، للواحدي (١: ١١٢)، تفسير الراغب الأصفهاني (١: ٢٢٨)، كشف المشكلات في إعراب القرآن وعلل القراءات، للباقولي (ص: ٣٢)، زاد المسير في علم التفسير، لابن الجوزي (١: ٧٧)، تفسير ابن جُزي (١: ٨٦)، تفسير أبي حيان (١: ٤١١)، البرهان، للزركشي (٤: ٣٥٢)، تفسير الجلالين (١: ١٥).

<<  <   >  >>