للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلو كانت تثير الأرض لكانت الإثارة قد ذَلَّلَتْهَا، وَاللَّهُ - تعالى- قد نفى عنها الذُّلَّ بقوله: {لَا ذَلُولٌ} (١).

وقد قيل بأن تلك البقرة وَحْشِيَّة (٢)، ولهذا وصفها اللَّهُ بأنها لا تثير الأرض ولا تسقي الحرث.

وأيضًا فالقول بأنها مستأنفة مثبَتة ضعيفٌ من الناحية النحوية، فلا يجوز أن يكون {تُثِيرُ} مُستَأنفًا؛ لأن بعده {وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ}، فلو كان مُستأنَفًا لَما جمع بين الواو وَ (لا) (٣).

قال أبو البقاء: "لأنه عَطَفَ عليه: {وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ}: فنفى المعطوفَ; فيجب أن يكونَ المعطوفُ عليه كذلك; لأنه في المعنى واحد، ألا ترى أنّك لا تقول: مَرَرْتُ برجلٍ قائمٍ ولا قاعدٍ، بل تقول: لا قاعدٍ؛ بغير واو، كذلك يجب أن يكون هنا". اهـ (٤)

أي أنها لو كانت مستأنفة مثبَتة لكانت العبارة: تثير الأرض لا تسقي الحرث، لأنه لا يُقال: يقوم زيد ولا يقعد، وإنما يُقال: يقوم زيد لا يقعد، فالواو إنما تجيء بعد النفي نحو: لا


(١) ينظر: تفسير القرطبي (١: ٤٥٣)، تفسير ابن كثير (١: ٣٠٠)
(٢) ينظر: تفسير الطبري (٢: ١٩٩)، تفسير القرطبي (١: ٤٥٣)، تفسير أبي حيان (١: ٤١٢).
(٣) ينظر: إعراب القرآن، للنحاس (١: ٦٠)، التبيان في إعراب القرآن، لأبي البقاء (١: ٧٦)، تفسير القرطبي (١: ٤٥٣)، الدر المصون (١: ٤٢٩)، مغني اللبيب، لابن هشام (١: ٥٠٣).
(٤) التبيان في إعراب القرآن (١: ٧٦).

<<  <   >  >>