للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فليسَ الكفرُ باللَّهِ إلا رُكنًا مِن أركانِ الصدِّ عن الإسلام، فلذلك قَدَّمَ الصدَّ عن سبيل اللَّهِ ثمّ ثَنَّى بالكفر باللَّه؛ لِيُفَادَ بدلالة المطابقة بَعْدَ أنْ دلَّ عليه الصدّ عن سبيل اللَّهِ بدلالة التَّضَمُّن، ثمَّ عَدَّ عليهم الصدَّ عن المسجد الحرام ثم إخراج أهله منه". اهـ (١)

٢ - أنّ قوله: {وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} معطوف على الهاء في {بِهِ}، أي: كفر به وبالمسجد الحرام.

قاله: البغوي (٢)، وأبو حيان (٣)، والسمين الحلبي (٤)، وغيرهم (٥).

وضُعف هذا القول بأن العطف بغير إعادة الجار لا يجوز عند جمهور البصريين إلا في ضرورة الشعر (٦).

وردَّ المدافعين بأن ذلك جائز على القول الراجح؛ لوروده في القرآن، وفي كلام العرب (٧).

فمن وروده في القرآن: قوله: {وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} (٨) من قوله - تعالى-: ... {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} [النساء: ١٢٧] فقوله: {وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ}


(١) التحرير والتنوير، لابن عاشور (٢: ٣٢٩).
(٢) ينظر: تفسير البغوي (١: ٢٧٦).
(٣) ينظر: تفسير أبي حيان (٢: ٣٨٨).
(٤) ينظر: الدر المصون (٢: ٣٩٤).
(٥) ينظر: تفسير الثعلبي (٢: ١٤٠)، إبراز المعاني، لأبي شامة (١: ٤١١)، تحفة الأقران في ما قرئ بالتثليث من حروف القرآن، للرعيني (ص: ١٦٧)، تفسير النيسابوري (١: ٥٩٧)، الياقوت والمرجان في إعراب القرآن، لمحمد بارتجي (ص: ٤١).
(٦) ينظر: النكت في القرآن الكريم، لأبي الحسن المجاشعي (ص: ١٦٥)، غرائب التفسير وعجائب التأويل، للكرماني (١: ٢١٢)، التبيان في إعراب القرآن، لأبي البقاء (١: ١٧٥)، تفسير البيضاوي (١: ١٣٧)، تفسير المظهري (١: ٢٦٣).
(٧) ينظر: تفسير الفخر الرازي (٦: ٣٨٩)، تفسير أبي حيان (٢: ٣٨٧)، الدر المصون (٢: ٣٩٤)، الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي (٢: ٣٨٤).
(٨) ينظر: الدر المصون (٢: ٣٩٤).

<<  <   >  >>