للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - أنه معطوف على {الشَّهْرِ الْحَرَامِ}، أي: يسألونك عن قتال في الشهر الحرام والمسجد الحرام.

قاله: الفراء (١)، والراغب الأصفهاني (٢)، والكِرماني (٣).

وضُعّف بأنّ القومَ لم يَسألوا عن المسجد الحرام؛ إذ لم يَشُكُّوا في تعظيمِه، وإنما سألوا عن القتال في الشهر الحرامِ لأنه وقع منهم، ولم يشعروا بدخوله فخافوا من الإثم، وكان المشركون عيَّروهم بذلك (٤).

قال الطبري مضعفًا هذا القول: " وهذا القول، مع خروجه من أقوال أهل العلم، قولٌ لا وجهَ له؛ لأن القوم لم يكونوا في شك مِن عظيم ما أتى المشركون إلى المسلمين في إخراجهم إياهم من منازلهم بمكة، فيحتاجوا إلى أن يسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن إخراج المشركين إياهم من منازلهم، وهل ذلك كان لهم؟ بل لم يدَّعِ ذلك عليهم أحدٌ من المسلمين، ولا أنهم سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك.

وإذ كان ذلك كذلك، فلم يكن القوم سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلا عَمَّا ارتابوا بحكمه (٥) " اهـ (٦)


(١) ينظر: معاني القرآن (١: ١٤١).
(٢) ينظر: تفسير الراغب الأصفهاني (١: ٤٤٧).
(٣) ينظر: غرائب التفسير وعجائب التأويل (١: ٢١٢).
(٤) ينظر: مشكل إعراب القرآن، لمكي بن أبي طالب (١: ١٢٨)، التبيان في إعراب القرآن، لأبي البقاء (١: ١٧٥)، الفريد في إعراب القرآن المجيد، للمنتجب الهمذاني (١: ٥٠٢)، تفسير أبي حيان (٢: ٣٨٦).
(٥) وهو قتْل عمرَو بنَ الحضرميّ في شهر رجب. ينظر: تفسير الطبري (٤: ٣٠٨).
(٦) تفسير الطبري (٤: ٣٠١).

<<  <   >  >>