للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وردّ المدافعين بأنه يظهر أن هذا السؤال قد صدر بالفعل، لأن القوم كانوا مُسْتَعْظِمِين للقتال في الشهر الحرام وفي المسجد الحرام، وكان أحدُهُما كالآخر في القُبْحِ عندهم، فالظاهر أنهم جَمَعُوهُما في السؤال (١).

٤ - أنه متعلق بمحذوف دلّ عليه قوله: {وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}، أي: وصد عن سبيل الله وكفر به وصد عن المسجد الحرام، بدليل قوله في موضع آخر: {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [الفتح: ٢٥].

قاله: الباقولي (٢)، وأبو البقاء (٣)، والمنتجَب الهمذاني (٤).

وهذا قريب من معنى القول الأول، إلا أنهم قدّروا محذوف وعلّقوه به، ولم يعطفوه على {وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} هنا؛ حتى لا يفصلوا بين الصلة والموصول بأجنبي وهو قوله: {وَكُفْرٌ بِهِ} (٥).

ورُدَّ عليهم بأنه لا حاجة لتقدير محذوف، والفصل هنا لم يكن بأجنبي محض حتى يُمنع منه.


(١) ينظر: تفسير الفخر الرازي (٦: ٣٩٠).
(٢) ينظر: كشف المشكلات في إعراب القرآن وعلل القراءات (ص: ٩٠).
(٣) ينظر: التبيان في إعراب القرآن (١: ١٧٥).
(٤) ينظر: الفريد في إعراب القرآن المجيد (١: ٥٠١).
(٥) ينظر: كشف المشكلات، للباقولي (ص: ٩٠)، الفريد في إعراب القرآن المجيد، للمنتجب الهمذاني (١: ٥٠١).

<<  <   >  >>