للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلّق عليه السمين قائلاً: "وهذا الذي قاله وجَعَلَه هو الذي يظهر يُشكل بما ذكره هو في الردِّ على الحَوْفي، حيث قال هناك: إن الثلاثين لم تكن ناقصةً فتتمَّ، كذلك ينبغي أن يُقالَ هنا: إن الأربعين لم تكن ناقصةً فتتمَّ، فكيف يُقَدِّر: فتمَّ أربعون ميقات ربه؟ فإنْ أجابَ هنا بجواب فهو جوابٌ هناك لِمَنْ اعترض عليه". اهـ (١)

ثانيًا: الترجيح:

يصح أن يكون قوله: {أَرْبَعِينَ} حالاً، أي: فتم ميقات ربه معدودًا أربعين ليلة، وقد تقرر في علم النحو أن الحال قد تكون دالة على عدد، و {أَرْبَعِينَ} هنا حال دالة على عدد (٢).

و (أربعين) هنا حال؛ لأنها تدل على الهيئة التي كان عليها ذلك التمام.

ويصح أيضاً أن يكون {أَرْبَعِينَ} مفعول به على تضمين (تمّ) معنى: بَلَغَ.

أمّا القول بأن {أَرْبَعِينَ} ظرف من حيث هو عدد أزمنة - وهو الوجه الذي جوزه ابن عطية- فهو قول ضعيف كما قال السمين، فيبعد أن يكون ظرفاً؛ لأن الفعل (تمّ) لم


(١) الدر المصون (٥: ٤٤٨).
(٢) ينظر: أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، لابن هشام (٢: ٢٥٤)، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (٢: ٢٤٧)، شرح التصريح على التوضيح، لخالد الأزهري (١: ٥٧٦).

<<  <   >  >>